headline photo

هل الطالب الجامعي مثقف وماهي ثقافة المعرفة وثقافة السلوك

4 فبراير 2015

هل الطالب الجامعي مثقف؟


مما لاشك فيه أن الثقافة تعتبر الحصن المنيع والأخير لدى أي امة أو شعب أو أي فرد في العالم،وهي الركيزة الأساسية في تطوير قدرات الإنسان وتوجيهها نحو التقدم وبناء الحضارة ،فالمجتمعات تسعى دوماً إلى بناء الهوية الثقافية لأفرادها،لأن الثقافة تعني مقاومة الجهل بالمعرفة والهمجية بالإنسانية والخطأ بالصواب والتأخر بالتقدم والتأقلم بالثورة،إلا إننا نعيش الآن أجواء مضادة للثقافة بدلاً من أن تكون الثقافة مقاومة،فأصبح الفكر السائد هو مقاومة الثقافة الإيجابية والتمسك بالثقافة السلبية وهذا ما يلقي بظلاله بصورة كبيرة على جميع شرائح المجتمع الفلسطيني – على سبيل المثال - عاماً،وطلاب الجامعات خاصةً،فالطالب الجامعي جزء لا يتجزأ من المجتمع،فحال هؤلاء الطلاب في وقتنا الحالي لا يوحي بالتفاؤل لأنه في حالة من التفكك الاجتماعي والانهدام الثقافي ،فالجامعات تضم داخل أسوارها ألاف الطلبة مجمعين من مناطق مختلفة ،ولكل منهم وعيه الثقافي الخاص به، وإن كانت تجمعهم منطقة واحدة، أو عادات وتقاليد مشتركة ،وهذا ما يجعلنا نتساءل عن ماهية الثقافة السائدة داخل الجامعات،هل هي ثقافة المعرفة أم ثقافة العنف أم ثقافة المقاومة أم ثقافة التسامح واحترام التعددية أم ثقافة العادات والتقاليد أم ثقافة التعصب الحزبي أم ثقافة الانعزال؟؟؟!!!
فكل تلك الثقافات تختلط وتتصادم مع بعضها البعض داخل الجامعة وقد يشتد الصراع فيما بينهم من أجل أن تسيطر أحداهما على الأخرى غير أخدين بعين الاعتبار كيف من الممكن أن نوظف الثقافات الإيجابية في بناء الإنسان وكيف من الممكن نزع تلك الثقافات السلبية التي لا تؤدي سوى إلى الطريق المسدود، ويعتقد أن الثقافة لابد وان تقوم على ثلاث جوانب لكي يرتكز عليها الطالب الجامعي من أجل أن يقال أن الطالب الجامعي طالب مثقف غير ما يقال عنه الآن بأن الطالب الجامعي متعلم غير مثقف،فتلك الجوانب مجتمعة مابين ثقافة المعرفة وثقافة السلوك والثقافة السياسية. 


الطالب الجامعي وثقافة المعرفة:
أن الطالب يعتقد بأن وصولة إلى المرحلة الجامعية وتخصصه بإحدى التخصصات وحدة كافياً لأن يقال عنه مثقف ومن ثم ينغلق على ذاته ويكتفي بما يعرفه من معرفة حياتية بجانب معرفته العلمية،ويقتصر في المعرفة بالتغلغل في سطور كتب تخصصه،غير ملتفت إلى قراءه الكتب الأخرى وكما لا يقوم بزيارة المكتبة الجامعية للإطلاع على أي كتاب غير كتب تخصصه وأن سألته فيتحجج بضيق الوقت وتراكم الهموم المجتمعية عليه ،وما يلفت الانتباه هو أن الجامعة تقوم بفرض رسوم إلزامية للمكتبة ،غير أن الطالب يقوم بدفع ذلك المبلغ دون أن يزور المكتبة الجامعية خلال الفصل الدراسي،وهذا أن دل فإنما يدل على عدم وجود إرادة داخلية لدى الطالب الجامعي بالبحث عن العلوم والمعرفة،وهذا ما يستدعي البحث في الأسباب والدوافع ووضع الآليات والبرامج والخطط التي من شأنها أن تقوم بتوليد وتعزيز الإرادة والرغبة لدى الطالب الجامعي في البحث عن المعرفة من خلال التشجيع والتوعية بأهمية المعرفة للفرد والمجتمع.

الطالب الجامعي وثقافة السلوك:
لعل المتأمل إلى الثقافة السلوكية لطلاب الجامعات يجد بأن الطلبة منهم من لدية السلوك الإيجابي ومنهم من لدية السلوك السلبي وهذا ما نخصه بالذكر وما نخجل منه من خلال ما يقوم به بعض الطلبة من عدم الاحترام فيما بين الطلبة وبين مدرسيهم وقلة النظافة والنظام وعدم الالتزام باللوائح والقرارات الجامعية ويقومون بعكس صورة سلوك بيئتهم داخل الجامعة غير آخذين في الاعتبار قدسية الحرم الجامعي وما يجب أن يقوموا به من سلوك إيجابي احتراما لجامعتهم وتعليمهم وثقافتهم،وما أصعب من ذلك هو سلوك العنف الذي يسود صرحنا التعليمي ،وهذا ما يقوله واقعنا بكثير من الشواهد والتجارب التي مرت ، فبذلك يعتبر السلوك ميزه مهمة لدى الشاب المثقف وهذا ما يميز الطالب الجامعي المثقف عن الغير مثقف ،لأن الثقافة هي السلوك.

الطالب الجامعي والثقافة السياسية:
أن الجامعة هي دولة سياسية مصغره تتمثل بالكتل الطلابية السياسية ومجلس إتحاد الطلبة وما يتضمن ذلك من عملية ديمقراطية من خلال انتخاب الطلبة لمن يمثلوهم ويتحدثون عنهم وعن مشاكلهم وهمومهم ، لكن المشكلة تكمن في الوعي السياسي لهذا الطالب، فيعتقد بان دورة ينتهي بمجرد انتخاب من يمثله ولا يجعل لوجوده ميزان قوة وضغط وتأثير،وفي بعض الأحيان قد يكون من قام بانتخابهم غير ملبين لمطالب واحتياجات الطلبة ولا يؤدون دورهم على الوجه الأكمل وهنا لا يتدخل الطالب وينتظر عامين لموعد الانتخابات القادم ليقوم بتغيرهم ويتحمل خلال هذه المدة المعاناة ،وهذا الخطأ الكبير الذي يقع فيه الطالب ،لأن علاقة الطالب بناخبه لا تنتهي بمجرد الانتخاب بل تبقى قائمه طوال مدة الانتخاب ،وأيضا قد تسود ثقافة التعصب الحزبي والإقصاء للكتل الطلابية الأخرى وعدم وجود التنافس الشريف فيما بينهم ،وقد يستدعي ذلك العمل جاهدين بالتوفيق بين الكتل الطلابية وتعزيز مبدأ المشاركة الجماعية وتوعية الطلبة بأهمية دورهم في الحياة السياسية الطلابية وكيف من الممكن أن يكونوا مقررين منتجين غير تابعين، وذلك من خلال الأنشطة الجماعية المشتركة فيما بين الطلبة بعيداً عن الأنشطة المسيسة لحساب طرف معين.



______ملاحظة______
{{{{ منقول للإستفادة }}}}
"""""""""""""""

=_=_=_=_=_ ملاحظة _=_=_=_=_=
| يرجى مشاركة رابط المقال لتعميم الفائدة|
------------------------------------------

0 التعليقات:

إرسال تعليق